اطمأن على اكتمال رحلته إلى دير الأنبا صموئيل المعترف بمدينة العدوة بالمنيا. طريق صحراوي به مدق غير ممهد وتضعف فيه إشارات شبكات المحمول. اقترب بشرى أن يحط رحاله داخل الدير، تلك الرحلة التي اعتادها أكثر من مرة، لكن اليوم تغيّر على نحو غير متوقع. تجاوزت عقارب الساعة التاسعة صباحا، بينما يسود الهدوء أرجاء المنطقة، إذ بوابل من الرصاص يخترق جنبات الحافلة، ارتعش الجميع خوفا، بينما كان بشرى يوقف حافلته مرغما.
بصوت يخرج بصعوبة تحدث بشرى إلى مصراوي من غرفته بالطابق الثاني لمعهد ناصر، بينما كان صخب الحضور الرسمي قد انقضى. يقول: "فوجئنا بستة ملثمين ضربوا نار بشكل كبير على الأتوبيس، واضطريت أقف علشان ضربوا نار في الكاوتش، وطلعوا الأتوبيس وبدأوا يضربونا بشكل عشوائي وقتلوا أغلب الركاب". مراد هؤلاء الملثمين القتل.
لكن سائق الأتوبيس أشار إلى أنهم حصلوا على الذهب الذي كانت ترتديه السيدات، والهواتف المحمولة والأموال التي بحوزتهم. أصيب عم بشرى بـ 3 طلقات اخترقت إحداهن صدره لتستقر أعلى عضلة القلب، في حين اتجهت الرصاصتين الأخرتين إلى فخذيه الأيسر والأيمن، ليتم نقله إلى معهد ناصر ويشرف وزير الصحة على الطاقم الطبي الذي أجرى له الجراحة. 4 أولاد في أعمار مختلفة في انتظار أن يعود إليهم الأب"بشرى كامل" معافٍ في بدنه، ليواصله عمله سائقا بإحدى شركات القطاع الخاص، ليلتهم غير التي مضت. لا زال عم بشرى يتمسك بالأمل رغم مشهد لم يتوقع أن يمحي من ذاكرته: "هنبقي كويسين وادعولنا نبقى كويسين".
إرسال تعليق